Wednesday, 27 November 2013

انتهاك أعراض السجينات الفلسطينيات السوريات في سجون مصر بغطاء من مسؤولي السجن

في آخر الانتهاكات التي تم رصدها لأحوال المعتقلين الفلسطينيين والسوريين اللاجئين في سجون مصر هرباً من جحيم الحرب في سورية، رصدت الكاتبة المصرية نهلة النمر حادثة ربما هي الأبشع والأكثر إثارة لحفيظة مجتمع محافظ كالسوري والفلسطيني فضلاً عن المصري، حيث أوردت الكاتبة شهادتها التي نقلها الكاتب المصري بلال فضل عبر مقاله في جريدة الشروق المصرية اليوم الثلاثاء تحت عنوان تهكمي "بسلامٍ آمنين" إشارة إلى مفارقة الواقع بين ماضي مصر وحاضرها.

تتمحور الحادثة حول انتهاك عرض إحدى السجينات الفلسطينيات التي فرت من سورية مع عائلتها، واعتقلت في مصر أثناء محاولتهم الهرب عبر البحر باتجاه أوروبا، فإثناء استخدام السجينة المذكورة للحمام الوحيد في السجن للاغتسال، تفاجأت بعسكري يجلس أعلى سقف الحمام وينظر إليها، فيما أشارت الكاتبة أنها ليست الحادثة الأولى للتحرش الجنسي داخل سجن المنتزه في الإسكندرية، إذ أن حوادث كثيرة حدثت قبلها، ومرت دون أي حساب أو عقاب، في إشارة سلوك يتم بغطاء مسؤولي السجن.

وأشارت الشهادة إلى أن إحدى حوادث التحرش ذات مرة، دفعت المرأة السجينة للصراخ بوجه الضابط الذي تحرش بها، وهو ما أدى إلى عقاب جماعي لكافة السجناء بإغلاق أبواب الزنازين عليهم طوال النهار، الأمر الذي أدى إلى تبول الأطفال على أنفسهم نتيجة عدم قدرتهم الوصول إلى الحمام، كما تشير الشهادة إلى أوضاع مأساوية من النواحي الإنسانية، إذ يعتقل عدد كبير من النساء والرجال والأطفال بمكان واحد، دون مراعاة لأدنى حرمة لخصوصيات الشخص، ومع وجود حمام واحد لعشرات السجناء، كما أن السجناء محرومون من أي وجبة طعام، باستثناء ما تقدمه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأشارت الشهادة إلى تجاهل تام من قبل القنصيلة أو السفارة الفلسطينية لأوضاع السجناء هناك، وهو ما يجعلهم عرضة للسلوك التعسفي غير المسؤول.

في هذا السياق أشارت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تعليقها على الحادثة، أن الحادثة تعتبر انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية والقانونية، فضلاً عن انتهاك القيم الأخلاقية لمجتمع مثل مصر وفلسطين، فيما أدانت تجاهل السفارة الفلسطينية في القاهرة لاعتقال السلطات المصرية ما يقرب من 296 معتقلاً فلسطينياً فروا من سورية، وانتهى الأمر بهم إلى سجون مصر في أسوء ظرف إنساني ممكن أن يعيشه المرء.

وقال منسق المجموعة طارق حمود أن تجاهل المسؤولين الفلسطينيين لأحوال المعتقلين الفلسطينيين السوريين في مصر يمثل الوجه الأكثر وضوحاً لما آلت إليه هذه القيادة، وتغليبها العلاقة مع المصلحية مع نظام مصر القائم على مصصالح أبناء شعبها ومآسيهم، مطالباً المسؤولين الفلسطينيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم، وطالب حمود بفتح تحقيق فوري في الحادثة وماسبقها من الحوادث، محملاً المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مسؤولية الصمت عن التقارير المتواترة عن الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو سورية في مصر.

‏الاحتلال يجيّش الأطفال لحرب حماس!

بعد كل مراحل التجييش التي سخرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لشرعنة الحرب على الشعب الفلسطيني، وبالأخص على قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، ينتقل الاحتلال لمرحلة تجييش قذرة، قديمة جديدة، ألا وهي الأطفال.


هذه المرة، استخدمت الأذرع الإسرائيلية أسلوبًا جديدًا، تضرب عبره أكثر من عصفور في حجر واحد، حيث وزع جيش الاحتلال قصة قصيرة ومصورة باللغة الإنجليزية، تحكي قصة "حركة إرهابية" اسمها حماس، تربي أبناءها منذ الصغر على "الإرهاب" و"التطرف" لقتل "الشعب المسكين" وهو الشعب الإسرائيلي.

القصة المصورة التي تستهدف الأطفال وبالتحديد صغار السن منهم، والتي صيغت بتعمدٍ باللغة الإنجليزية، لتصل إلى أكبر قدر ممكن في دول العالم، عدا عن استخدامها في المدارس والمكتبات الإسرائيلية، تسرد تاريخًا مزيفًا ومشوهًا لحركة حماس ولنهجها التربوي والمقاوم.

وتبدأ القصة من بداية تأسيس حماس، حيث تُظهر الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين، الذي أبهر الاحتلال بابتسامته المرسومة دائما على محياه، شيخًا ماكرًا شريرًا وحادّ النظرات.

كما مرت القصة على الخلاف الذي حصل بين حركتي فتح وحماس، لتظهر رجلًا من حماس يقتل آخر من فتح بمنجل حاد، بعدما جاءه خلسة من وراء ظهره، فيما شوهت صورة المرأة الفلسطينية، وأظهرتها بأنها مرأة معقدة منغلقة متشددة تلبس النقاب، وتُمنع من ممارسة الرياضة والتدخين واللبس على الموضة.

القصة الدعائية التشويهية، مرت كذلك على المخيمات الكشفية التي تقيمها حركة حماس للأطفال والناشئين في غزة دوريًا، فتتحدث الصور عن دور تلك المخيمات في تعليم الطفل الفلسطيني طرق القتل، لتقتل معها الابتسامة التي دخل بها الأطفال إلى المخيم الكشفي، إلا أنهم خرجوا منه غاضبين معَقدي الأجبن.

ولم تغفل القصة المصورة، أهم الوسائل العسكرية والأمنية التي يدافع فيها الشعب الفلسطيني عن أرضه في وجه الاحتلال، فأظهرت صواريخ المقاومة على أنها تهدد أرواح الأبرياء الإسرائيليين، فيما مرت على خطف "رجال أشرار" من حماس لجندي إسرائيلي "مسكين ضعيف". 

ما الذي يريده الاحتلال؟

يهدف الاحتلال من مثل تلك المنشورات، إلى تشويه واقع مؤلم يعيشه شعب محتل، وإلى ترسيخ مبدأ لدى صغار السن الإسرائيليين والغربيين عمومًا، أن المقاومة الفلسطينية تفتقر لأدنى الأسس الإنسانية والبشرية، وتستحق على إثر ذلك أن تُحارب وتُقتل بدم بارد.

القصة التي كُتب في نهاياتها أنه يجب على العالم أن يعرف الحقيقة، تحتّم على كل غيور في الشعب الفلسطيني المسلم، أن يواجه التشويه بالدلائل، وأن يصدّ الكذب بالحقائق التي تفضح إجرام الاحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبأطفاله.

كما يحتم مبدأ عدم انتظار الكبار ليكبروا، الحاجة الملحة لأعمال مضادة لمثل تلك القصة، دون الحاجة للانتظار ورؤية الأجيال القادمة التي ستشهد على قتل الشعب الفلسطيني وأطفاله دونما أي اعتراض.